منتدى اللقاء والابداع للطلبة الثانويين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اللقاء والابداع للطلبة الثانويين

هذا المنتدى فضاء رحب للطلبة الثانويين يوفر احسن جو للابداع العلمي الادبي وحتى الفني يساعد الجميع للوصول الى الهدف خاصة طلبة الباكالوريا منتدانا يهتم بجميع الشعب فافيدوا واستفيدوا وليكن العلم شعاركم ولنتخذه وسيلة لا غاية


    معنى الإيمان بالله:

    imad
    imad


    عدد المساهمات : 45
    نقاط التميز : 104
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009
    العمر : 32
    الموقع : skikda

    معنى الإيمان بالله: Empty معنى الإيمان بالله:

    مُساهمة من طرف imad 20/8/2009, 12:08

    1 ـ معنى الإيمان بالله:

    الإيمان بالله هو: الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء، ومليكه، وخالقه، وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة ، وصوم ، ودعاء، ورجاء ، وخوف، وذل، وخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها، المنزه عن كل نقص(1).

    ومعنى ذلك: أن تعتقد أن الله لا مثيل له، ولا شريك، ولا ند، ولا يستحق العبادة غيره ، وأنه متفرد بكل الصفات الحسنة من سمع وبصر وكلام وعدل وحكمة ورحمة وعزة ومجد وقوة ، وعلم ، محيط بكل شيء ، لا يدانيه علم البشر لو اجتمعوا ، وأنه هو الأول والآخر، وأنه خالق كل شيء ، وأنه له الكمال والجلال والعظمة التي يتصف بها جل وعلا (2)، حيث أن العقيدة الإسلامية تنطلق من أن الوجود بكل محتوياه محدث- أي مخلوق من عدم- ويعني ذلك أن لكل شيء فيه بداية ، ولابد من أن تكون له نهاية، وما دام محدثاً فلابد له من محدث أحدث هذا الوجود، ومقتضيات المنطق تؤكد الوجود الأزلي والأبدي للمحدث ، فلا شيء قبله ولا شيء بعده ،(3)

    ويؤمن المسلم بوجود الله تعالى، وأنه خالق الأرض، والسماوات، عالم الغيب والشهادة، يعلم السر وأخفى، رب كل شيء وخالقه، لا إله معه ولا رب سواه ، موصوف بكل كمال، منزه عن كل نقص(4)، ووجود الله حقيقة قائمة لا وهم فيها ،فانه ينقدح في العقول حقيقة وجود خالق، ويؤكدها ما جاء به الوحي ، وأخبر به رسول الله الصادق الأمين.

    وتقوم عقيدة المسلم على أساس أن وراء هذا الكون والإنسان والحياة خالقاً خلقها جميعاً، وخلق كل شيء، وهو الله تعالى، وأن هذا الخالق أوجد الأشياء من عدم، وهو واجب الوجود، فهو غير مخلوق، وإلا لما كان خالقاً ، واتصافه بكونه خالقاً يقضي بكونه غير مخلوق، ويقضي بأنه واجب الوجود، لأن الأشياء جميعها تستند في وجودها إليه ولا يستند هو إلى شيء (5).

    والعقيدة بوجود الله فطرة في النفس الإنسانية، وهي شيء ضروري يحصل للإنسان كثمرة من ثمرات مواهبه العقلية ، ومن الأشياء المتفق عليها أن كل شيء له علة توجده، أو صانع يصنعه، فإذا نظر الإنسان إلى الكون واستعرض ما فيه من الكائنات حصل له علم ضروري بأن هذه الكائنات لم توجد اتفاقاً، بل لا بد لها من موجد أوجدها .. وبالنظر إلى القرآن الكريم فإن فيه نصوصاً تقيم الدليل الحسي على وجود الله ، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ* إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون﴾[البقرة:163-164]. والآيات: جمع آية، وهي العلامة الظاهرة،وهي في هذه الآية بمعنى الدليل على وجود الله ، فقد يكون في الشيء جملة آيات من نواح مختلفة ، فمن جهة أنه أثر يدل على مؤثر فيه، ومن ناحية تسويته وإتقانه يدل على علم صاحبه وحكمته(6).

    ومن الدلائل على وجود الله في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [ أل عمران:190-191].

    وقال تعالى: ﴿ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [العنكبوت:44].

    ولهذا كان واجباً على كل مسلم أن يجعل إيمانه صادراً عن تفكير وبحث ونظر، وأن يحكم العقل تحكيماً مطلقاً في الإيمان بالله.

    والدعوة إلى النظر في الكون لاستنباط سننه وللاهتداء إلى الإيمان ببارئه، يكررها القرآن مئات المرات في سوره المختلفة، وكلها موجهة إلى قوى الإنسان العاقلة تدعوه إلى التدبر والتأمل ليكون إيمانه عن عقل وبينة، وتحذره الأخذ بما وجد عليه آباءه من غير نظر فيه وتمحيص له وثقة ذاتية بمبلغه من الحق، هذا هو الإيمان الذي دعا الإسلام إليه، وهو ليس الإيمان الذي يسمونه إيمان العجائز، إنما هو إيمان المستنير المستيقن الذي نظر ونظر، ثم فكر وفكر، ثم وصل عن طريق النظر والتفكير إلى اليقين بالله جلت قدرته(7).

    والمراد بإيمان العجائز هنا هو الذي يعتريه الغموض والإبهام لأنه نابع من أناس لا نصيب لهم من التعليم والفهم الدقيق الذي يقوم على البحث والتحليل، فهو رغم كونه يتسم بالرسوخ والقوة ـ بحيث يصعب زحزحتهم عن إيمانهم ـ إلا أن هذا الإيمان قد يتعرض لهزات عنيفة ربما تجتثه من الجذور فتعصف به عصفاً ، كأنه هشيم تذروه الرياح لأن طبيعة إيمانهم لا يقوم على البحث والتحليل.. أما إيمان العلماء فهو مكين لأنه وليد البحث والتعمق الذي يفضي بهم إلى اقتناع راسخ، بالله، فيؤمن العالم حين يؤمن عن بحث واقتناع جازم راسخ، رسوخ الطود الأشم، أو أقوى وأعظم ، لا يؤثر فيه الإغراء أو التغرير ، بل يستطيع هو أن يؤثر في المغررين.(Cool

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 08:45