الكيمياء الحيوية للسعادة
الباحثون أكدوا أن المخ ينتج ناقلات عصبية تسمى اندورفين وهى مواد تشبه المورفين في مفعولها من حيث القضاء على الألم وتوفير الشعور بالسعادة بل أقوى بحوالي 30 إلى 50 مرة ويحدث ذلك عندما نفكر ونتصرف بطريقة صحيحة( يعنى تتناسب مع رسالتنا)
فكر فى ذلك عندما تعمل بطريقة صحيحة فان المخ يفرز الاندورفين كمكافأة أرأيت نحن مبرمجين حيويا وعضويا ان نتبع ما يحقق سعادتنا
الأداء المثالى
هذا الفصل سوف ينقل سعيك نحو النشوة والسعادة الى قمة جديدة ,, الى مستوى عالى من الكمال
سوف نبحث فى الآداء المثالى وكيف يمكنك تحقيقه
فكر الآن بالأوقات التى كنت تشعر فيها بالتألق والتى كان فيها أداؤك يتدفق بدون حدود
هل كنت تشعر بالآتى :
( لقد كنت اعمل ضمن دائرة الحيوية والنشاط , كل شئ كان يسري بانسيابية فى طريقي ,, الأحداث كانت تحدث بالحركة البطيئة كل شئ فقد صفته العادية واصبح اكثر اشراقا ووضوحا افكارى كانت قليلة ولكنها واضحة وملهمة استطيع فجأة ان استرجع كل تفاصيل تلك الأحداث بسرعة وبوضوح ذلك لأنى كنت اعيش تلك اللحظات بشكل كامل
كنت غير مكترث بموضوع الفوز و الخسارة أو النجاح والفشل لقد كنت اتصرف بحرية واتعامل بتلقائية بدون سابق تفكير او استعداد والنتائج كانت رائعة كنت اعيش فوق مستوى ذاتى العادية ,,
كنت فى انسجام كامل سواء مع ما كنت افعله او مع زملائى او الآلة او الطبيعة ,, و كنت اعمل بتركيز كامل و نوعية اداء غير مسبوقة والأكثر من ذلك كله اننى كنت اشعر بالسعادة والانجاز)
اذا كنت قد شعرت بهذه المشاعر فأنت لست وحدك .. هذه هى نفس المشاعر التى يصفها المشاهير اثناء ادائهم العالى ,, هذا الآداء العالى ما هو الا تعبير عن الانسيابية و انعدام المجهود والذى سوف نتعلم كيفية تطبيقه
التدفق
عرف احد علماء النفس التدفق بانه حالة من الاستغراق والافتتان توجد بين حالتى الملل والتلهف(القلق) ,, يعنى ان الاشخاص الذين يكونون فى مرحلة التدفق ,, يكونون مستغرقين باستمتاع فى اعملهم دون ملل ودون تلهف ,خوف, او تركيز على الذات فى ما يخص مستوى أدائهم
للأسف ,, معظم الناس لا يعيشون حياتهم فى هذه الحالة ... هم دوما ينتقلون من مرحلة الوظيفة التى لايحبونها الى انشطة ملؤها الفراغ و السلبية والتى لا تقدم اى نوع من التحفيز وبالتالى تمر الحياة ما بين الملل والقلق..
على العموم فان الشخص عندما يكون فى حالة من التدفق فان الابتعاد يتحول الى التزام , الاستمتاع يحل محل الملل ,, العجز يتحول الى التحكم ,, والطاقة الروحية تعمل لتقوى الاحساس بالذات بدلا عن الضياع فى سبيل تحقيق الاهداف الخارجية.
كل من مر بمرحلة حالة التدفق يحاول( اى بقوة) ان يستعيد تلك الحالة مرة اخرى ,, ولكن هذه الحالة ,, مثل حالات التأمل والاسترخاء المحاولة فيها لا تنجح ..
النقطة التالية هى عدم الارتباط بالنتيجة
مفتاحى للتجربة المثالية : اتبع ما يحقق سعادتك دون ان ترتبط بالنتيجة النهائية ,, ركز على خطوات العملية وليس على النتيجة النهائية
أوقات التدفق هذه سوف تأتى عندما ننغمس فى اعمالنا ونرتفع فوق الأنا التى تحاول التحكم والسيطرة واداؤنا يتدفق بحرية وبصورة طبيعية