:pالتخطيط والتنظيم أساس الإستراتيجيات الاستثمارية الناجحة
القسم : قواعد الاستثمار
كثير من المستثمرين خسروا أموالهم في أسواق المال سواء المحلية أو الخارجية , ولكن السبب يكمن في عدم التمكن وعدم القدرة على الصبر من جهة , وفي اتباع الإشاعات الكاذبة أو الضعيفة من جهة أخرى , إلا أن كل مستثمر في النهاية يحتاج إلى نصائح وقواعد وإرشادات تساعده في رسم إستراتيجية استثماراته، سواء أكانت قصيرة الآجل «أي المضاربة»، أو طويلة الأجل، مهما كانت خبرته طويلة في هذا المضمار . . . إن أي مشروع يقدم عليه المستثمر، يحتاج للتخطيط، ومن ثم التنفيذ المنظم، فالتنظيم هو أساس النجاح، ومن هذا المبدأ، لا بد لكل مستثمر من مراعاة عدة نقاط قبل أن يقوم بالاستثمار في أسواق المال، ومن أهم هذه النقاط :
لا تلاحق السوق أكثر من اللازم وتحلّ بالصبر
إن الكثير من المستثمرين أو المضاربين في البورصات، يقومون بشراء سهم معين ويتابعون السوق ولكن بشكل مفرط , مما يؤثر على تركيزهم، فإذا صعد السهم اختل تركيزهم، مما يؤدي إلى عدم معرفة نقطة الخروج التي من المفترض أن يقوموا ببيع أسهمهم عندها , وكذلك الأمر إذا هبط سعر السهم، حيث يبدأ الخوف والقلق من أن السهم الذي قام المستثمر بشرائه ليس مناسبا، رغم أنه اشتراه بناء على بيانات وحقائق تدل على قوة السهم . ومن هنا، يجب على المستثمر أن لا يلاحق السوق بكثرة، بل عليه القيام باستغلال الوقت للبحث عن بيانات مالية وتحاليل فنية ومالية لأسهم أخرى ليستغل السوق بشكل أكبر وليحافظ على تركيزه على السهم الذي قام بشرائه.
احرص على امتلاك الأسهم التي يكون أداؤها السوقي جيدا وبعيدا عن الشوائب والمشكلات المالية
يجب عدم التسرع باتخاذ قرارات الاستثمار لسهم معين قبل الاطلاع على أدائه خلال فترة معينة من الزمن على أن لا تقل هذه الفترة عن 6 أشهر إلى سنة , فالاطلاع على البيانات التاريخية المالية لهذا السهم، يساعد في تأكيد قوته، وبالتالي تزيد الثقة في أن اختيارك له هو اختيار موفق، حتى لو تطلب منك الانتظار فترة معينة لجني الأرباح، لأن السهم الذي تكون بياناته المالية سليمة وناجحة وجيدة، يدلل على قوته الشرائية وارتفاع نسبة صعوده، وبالتالي، يدل على أن الاستثمار في هذا السهم ناجح وصحيح .
لا تكثر من شراء الكثير من الأسهم في محفظة واحدة، وحافظ على الجزء الاكبر من رأسمال
إن شراء الكثير من الأسهم والتنويع المفرط، يؤدي إلى اختلال توازن المحفظة، وبالتالي عدم قدرة المستثمر على متابعة كل الأسهم التي يمتلكها بتركيز , لذا، فإن من الأفضل أن يقوم المستثمر بانتقاء عدد صغير من الأسهم ليتمكن من متابعتها، وبنفس الوقت المحافظة على أكبر نسبة من رأس المال ليتسنى له الدخول في الأسهم التي يصدر عنها بيانات مالية تدل على قوتها من جهة، وشراء نفس الأسهم التي يمتلكها، في حال هبوطها بشكل كبير عن السعر الذي قام بالشراء عنده، وذلك ليقرب سعر شرائه من سعر السوق، من جهة أخرى.
لا تدعم استثماراتك الخاسرة بالرابحة
من الأخطاء الشائعة عند بعض المستثمرين، قيامهم بتدعيم أسهمهم الخاسرة بالأسهم الرابحة، وهذا خطأ كبير يؤدي إلى فقدان الأسهم الصحيحة والناجحة وخسارة رأس المال . لذا، فإن على المستثمرين في حال امتلاكهم لأسهم ضعيفة من حيث البيانات المالية والرسوم البيانية، القبول ببيعها بخسارة معينة أفضل من الإبقاء والإنتظار، والأمل في صعودها ضئيل .
لا تتسرع في شراء الأسهم التي أعلن عنها في التلفاز أو في الصحف، قبل التأكد من صحتها
فمن الممكن أن تقوم شركة هذا السهم بنفي ما صدر من أخبار عنه، وذلك من خلال متابعة تصريحات المسئولين في هذه الشركة .
لا تقم بشراء الأسهم في يوم واحد، بل حاول أن تكون فترات الشراء متقطعة
حيث إن من الممكن جدا أن يكون اليوم الذي قررت شراء الأسهم فيه هو اليوم الذي تصعد فيه الأسهم إلى الحدود العليا، وبالتالي، سوف تنتظر كثيرا لتعود أسعار الأسهم إلى سعر التكلفة التي قمت بالشراء عندها .
تحديد الربح والخسارة للسهم المستثمر به هو دليل على نجاح المستثمر
فعندما يقوم المستثمر بتحديد نسبة الربح المراد من هذا الاستثمار، ويبتعد عن الطمع، فإن هذا يساعد على الحفاظ على رأس المال والأرباح، والابتعاد عن المخاطرة، والأمر نفسه بالنسبة للخسارة، فمن الضروري تحديد نسبة الخسارة، لأن خسارة قليلة، أفضل من خسارة رأس المال كله .
التكتم والسرية في التداولات تساعد على التركيز المطلق
حاول التكتم على عمليات الشراء والبيع التي قمت بها، وذلك لتستطيع التركيز في تداولاتك لأن المستثمرين عندما يعلموا ما تملك من أسهم، فإنهم يحاولون إبداء الرأي بهذه الاستثمارات، وبالتالي تكثر الآراء وتختلف، مما يؤدي إلى إنعدام الثقة بهذه الأسهم وفقدان التركيز، وبالتالي عدم معرفة ما إذا كانت هذه الأسهم صحيحة أم خاطئة , لذا حاول قدر الإمكان أن تتبع السرية في تداولاتك .
اقبل الربح القليل ولا تتمسك كثيرا بالأسهم الرابحة فهي اليوم رابحة، إلا أنه من الممكن أن تكون خاسرة غدا
لذا، ابحث عن الفرص الاستثمارية الأخرى، فإذا كنت تملك أسهماً قوية وأعطتك أرباحا لا بأس بها، فقم ببيعها والبحث عن فرص أخرى، وخاصة إذا كنت تعتمد على المضاربة في استثماراتك اليومية والأسبوعية. فالمضارب اليومي أو الأسبوعي يستطيع الدخول كل يوم بعشرات الصفقات والأسهم الرابحة، وبالتالي، فإن من الأفضل القيام بجني الأرباح حتى لو كانت قليلة، والبحث عن الأسهم الأخرى